موسكو 17 يونيو 2009 (شينخوا) صرح
الرئيس الصيني الزائر هو جين تاو فى العاصمة الروسية موسكو اليوم (الأربعاء)
بأن شراكة التعاون الاستراتيجية الصينية - الروسية ستشهد مستقبلا افضل طالما
اغتنم الجانبان الفرصة، وتعاونا فى تعميقها.
صرح هو جين
تاو بذلك خلال محادثاته مع نظيره الروسي دميتري ميدفيديف.
واستعرض هو جين تاو تطور العلاقات
الصينية - الروسية خلال السنواتالستين الماضية، وخاصة الانجازات التي تحققت
منذ اقام البلدان شراكة التعاون الاستراتيجية بينهما عام 1996.
وقال هو جين
تاو ان " شراكة التعاون الاستراتيجية الصينية - الروسية اصبحت نموذجا
للعلاقات بين الدول الكبرى والجيران".
وقدم هو جين تاو ملخصا من اربع نقاط
للخبرات التي اكتسبتها العلاقات الدبلوماسية الثنائية خلال السنوات الستين
الماضية، قائلا :
أولا، فقط بالثقة المتبادلة
والمعاملة المخلصة يمكن تعزيز العلاقات السياسية الثنائية بشكل مستمر.
ثانيا، فقط بالاحترام المتبادل
والمساواة والمعاملة بالمثل يمكن تحقيق الرخاء المشترك من خلال التعاون
الجوهري.
ثالثا، فقط بالتفاهم والدعم
المتبادلين، وكذا التأييد المتبادل فىالقضايا التى تخص المصالح الاساسية لكل
من الجانبين ، يمكن حماية المصالح الجوهرية للجانبين بفعالية.
رابعا: فقط من خلال السعي الى
التوصل الى ارضية مشتركة، مع تنحية الخلافات جانبا، والحفاظ على المشاورات
الودية ، يمكن ضمان النمو طويل الأجل، والسليم ، والمطرد للعلاقات الثنائية.
وقل هو جين تاو ان الشراكة الثنائية
تمر بنقطة بداية تاريخية جديدة، ويتعين على البلدين اتباع المبادئ الارشادية
التالية:
اولا: الثقة المتبادلة هي اساس
العلاقات الثنائية. والشراكة الثنائية تعد اولوية في الدبلوماسية للصين، وان
تدعيم صداقة حسن الجوار، والتعاون الاستراتيجي مع روسيا كان ، وما زال ،
وسيظل مبدأ توجيهيا ثابتا للصين.
ثانيا: يتعين على الجانبين العمل
وفقا للوضع العام للتنمية السليمة والمطردة للعلاقات الثنائية. ومن الطبيعي
بالنسبة للصين وروسيا، باعتبارهما دولتين لهما ظروف مختلفة، ان تكون لهما
وجهات نظرمختلفة تجاه بعض القضايا. ويجب عند معالجة هذه القضايا ان يؤخذ هذا
الوضع العام في الاعتبار.
ثالثا: يجب على الجانبين تبني وجهة
نظر طويلة الاجل . ويجب ان يطبقالبلدان مفهوم السلام في نقل الصداقة من جيل
الى جيل، والا ينظرا ابدا الى بعضهما البعض بعداء، وذلك من اجل وضع اساس
اجتماعي صلب للتنمية السليمة للعلاقات الثنائية.
وفيما يتعلق بانتشار الازمة المالية العالمية
قال هو جين تاو ان الأمر الاكثر اهمية وحتمية امام البلدين هى تقوية التعاون
الجوهرى، وتعزيز التنمية المشتركة.
وذكر هو جين تاو انه يتعين على
الجانبين ان يدعما التعاون في مجالات مثل الاقتصاد، والتجارة، والطاقة، وكذا
التعاون على المستوى المحلي.
واقترح هو جين تاو ان يعزز الجانبان
بنشاط زيادة التجارة الثنائية،ويوسعا التجارة في المعدات الكهروميكانيكية،
والاتصالات، والمالية، والتكنولوجيا العسكرية.
وقال انه يتعين على الجانبين تنفيذ
جميع الاتفاقيات الموقعة بين الحكومتين بشان التعاون في مجال النفط بشكل شامل
، من اجل ارساء اساسمتين لتعاون طويل الاجل، شامل ومستقر في الطاقة بين
الجانبين.
واضاف انه يتعين على الجانبين ايضا
تنفيذ التعاون في مجال الطاقةالمتجددة والجديدة من اجل ارساء نمط كامل
الأبعاد ومركب فى مجال الطاقة.
وقال الرئيس انه يتعين على الجانبين
دفع التعاون على المستويات المحلية قدما، وأن يجعلا منه نقطة ارتقاء جديدة
للشراكة الثنائية.
وأضاف أن التبادلات الانسانية بين
الصين وروسيا تمتعت بنهضة فى الذكرى الستين لاقامة العلاقات الثنائية ،
واستضافة عامى اللغة المتبادلين.
وقال ان عام اللغة الروسية في الصين
انطلق في مارس الماضي فى بكين.وانه يتعين على الجانبين تنظيم الاحتفالات
بالذكرى الستين لاقامة العلاقات، وانشطة عام اللغة بشكل جيد.
كما اعرب هو جين تاو عن امتنانه
للرئيس الروسي لدعوته الاطفال الصينيين من مقاطعة سيتشوان التي تضررت بشدة من
الزلزال الكارثي الذيوقع في مايو العام الماضي، لزيارة المنتجعات الروسية
لاعادة التأهيل.وقال ان الصين تعتزم دعوة حوالي الف طفل من المدارس
الابتدائية والاعدادية الروسية للاشتراك فى المعسكرات الصيفية بها في العام
المقبل.
وأشار هو جين تاو الى ان الصين
وروسيا وسط الاوضاع الدولية المعقدةوالمتسمة بالتحديات، ينبغي ان تعملا بشكل
وثيق مع بعضهما من اجل تعزيز تعدد الاقطاب في العالم، واضفاء الديمقراطية على
العلاقات الدولية، واصلاح النظام المالي الدولي، وبدء مزيد من المحادثات
والتعاون بشأن القضايا الامنية الاستراتيجية، والدفع من اجل التسوية
الملائمة للمشكلات الاقليمية.
من جانبه قال ميدفيديف ان الاجتماعات المتكررة
بين رؤساء روسيا والصين اثمرت عن النتائج المرجوة، ما يشير الى قوة دفع
قوية ورائعة للعلاقات الثنائية، والمزيد من تدعيم شراكة التعاون
الاستراتيجية بينروسيا والصين.
وشدد ميدفيديف على اهمية التعاون
المتبادل في الاطر الثنائية ومتعددة الاطراف من اجل مواجهة الازمة المالية
بشكل مشترك.
ولفت الى ان موسكو وبكين في وضع جيد
يتيح لهما المضى بقوة دفع العلاقات الثنائية قدما، وخاصة بعد التوصل الى
اتفاقيات مهمة خلال قمة منظمة شانغهاي للتعاون واجتماع زعماء مجموعة "بريك"
التي تضم كلامن البرازيل وروسيا والهند والصين.
وقال ميدفيديف ان روسيا تولي اهمية
كبرى لتنمية علاقاتها مع الصين. وقدم عددا من الاقتراحات من اجل تنمية
العلاقات الثنائية.
وقال انه يتعين على الجانبين تعميق
التعاون السياسى، وكسب المزيدمن الدعم من الشعبين لتنمية العلاقات
الثنائية.
وأضاف ان بامكان الجانبين العمل معا
على توسيع التبادلات الاقتصادية والتجارية في مجالات مثل الطاقة ، والعلوم ،
والتكنولوجيا،والزراعة والاتصالات، وتوسيع حجم التجارة الثنائية.
وأشار الى انه يتعين على الجانبين
تعزيز التعاون على المستوى المحلي، والتعاون بين مناطق الحدود، من اجل خلق
بيئة مرغوبة للحياة والعمل لسكان المناطق الحدودية.
وقال انه يجب على روسيا والصين
تحسين التبادلات والتنسيق فى الاجتماعات الدولية متعددة الاطراف مثل منظمة
شانغهاي للتعاون، ومجموعة " البريك"، ومجموعة الـ 20، والحوار بين مجموعة الـ
8 والدولالنامية.
واضاف انه يتعين على البلدين أيضا
تكثيف التعاون في القضايا الدولية والاقليمية الرئيسية، واستكشاف انماط جديدة
للتعاون من اجل معالجة الازمة المالية العالمية بشكل مشترك.
وعقب الاجتماع حضر هو جين تاو
وميدفيديف مراسم توقيع وثائق بين البلدين، وعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا. وصل هو
جين تاو الى موسكو ليلة امس (الثلاثاء) في زيارة دولة لروسيا تستمر ثلاثة
ايام الى روسيا بعد حضوره قمة منظمة شانغهاي للتعاون، واجتماع زعماء
مجموعة " البريك" في مدينة ايكاترينبرج بوسط روسيا.