الجمعة، 17 أبريل 2009

تحليل اخباري: إدارة اوباما تسعى الى دعم الناتو لاستراتيجية اشمل في  افغانستان

بروكسل 21 فبراير 2009 (شينخوا)
هناك وجه جديد في البيت الأبيض ولكن الاجتماع الوزاري الاول لحلف الناتو خلال
عصر اوباما له طابع مألوف.

حث وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس
حلفاء الولايات المتحدة على ارسال المزيد من القوات إلى افغانستان وكان الرد
الذي حصل عليه من نظرائه بالناتو خلال اجتماع عقد في كراكوف ببولندا لا يظهر
أي نوع منالحماس في سيناريو مماثل لما حدث في اجتماعات اخرى عقدت عندما كان
جيتس وزيرا للدفاع أثناء إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش.

وبدلا من المسارعة بارسال قوات
اكتفى معظم الحلفاء الاوربيين بالترحيب بقرار اوباما الاسبوع الحالي بارسال
17 ألف جندي أمريكي إضافي إلى افغانستان وبهذا يبلغ عدد الحامية الأمريكية
هناك 55 ألف جندي مقارنة بعدد 31 ألف جندي من الدول الاخرى المساهمة في قوة
المساعدة الامنية الدولية التي يقودها حلف الناتو (ايساف).

وبالنظر للأعداد وحقيقة أن العديد
من القوات الاوروبية تقوم بعمليات محدودة في مناطق شمال وغرب افغانستان
المستقرة نسبيا فربما يكون من الغريب نوعا ما أن يمزح الجنود الامريكيون
الموجودون في الخطوط الامامية لمقاتلة طالبان بالقول أن قوات ايساف تقوم فعلا
بدور"شاهدت الامريكيين يقاتلون".

ودائما كان السكرتير العام لحلف
الناتو ياب دي هوب شيفر الذي اقتربت نهاية فترة عمله صريحا بصورة غير عادية
في تقييمه للوضع في افغانستان.

وقال للوزراء يوم الخميس "نحن
بصراحة لسنا في المكان الذي كنا نأمل أن نكون فيه الآن ، إن جنوب وشرق
افغانستان تضج بالمقاومة في حين ساهمت المخدرات وعدم وجود حكومة فعالة في
الاحباط الذي يشعر به الافغان نتيجة عدم تحقيق تقدم".

وقال دي هوب شيفر للحلفاء الاوربيين
انهم لا بد أن يقدموا المزيدلدعم الجهود الامريكية المكثفة.

وقال خلال مؤتمر صحفي "دعوني اوضح
أن القوات الاضافية لا تعني بالطبع السكون وانتظار اصدقائنا الامريكيين لكي
يجلبوا المزيد من القوات ولكن لا بد أن يفي الحلفاء الآخرون بالتزاماتهم وأن
يفعلوا ماهو متوقع منهم".

ولم تحظ دعوة جيتس للحلفاء لارسال
المزيد من القوات بتجاهل تام فقد أكدت ألمانيا انها سترسل 600 جندي إضافي
خلال الاسبوع الحالي كماقالت ايطاليا انها سترسل 500 جندي إضافي وعرضت المجر
ارسال فصيلة مقاتلة قوامها 40 جنديا لتعزيز قواتها هناك البالغ عددها 360
جنديا في حين تعهدت استونيا بارسال مدربين للمساعدة في تدريب الجنود
الافغان.

وعلى الرغم من أن الدول الاوروبية
لا يمكنها الوفاء بالاعداد التي اعلنها اوباما ، نظرا لانه يسعى لتحويل
اهتمام الجيش الأمريكي من العراق إلى افغانستان ، فان المسئولين بالناتو
قالوا انهم على ثقةمن أن الحلفاء سيرسلون المزيد من القوات لتوفير الامن بشكل
مؤقت على الأقل من شهر مايو المقبل وحتى الانتخابات الرئاسية الأفغانية في
اغسطس.

وقال دبلوماسيون انهم يتوقعون أن
تتحرك المزيد من الدول الاوروبية قبيل قمة الذكرى الستين لتأسيس الناتو
المقرر عقدها في مطلع ابريل في ستراسبرج وبادن بادن على الحدود بين فرنسا
وألمانيا.

وقال جيتس أن 20 دولة أكدت انها
ستعلن نوعا من المساهمة العسكريةالاضافية أو المدنية قبيل القمة.

ستكون تلك القمة جزءا من الزيارة
الاولى التي يقوم بها اوباما لاوروبا منذ انتخابه رئيسا ومن المتوقع أن تقوم
الحكومات الاوروبية التي تسعى للفوز باستحسان الادارة الجديدة وبناء علاقات
افضل في اعقاب التوتر بين جانبي الاطلنطي خلال فترة حكم بوش بالاستجابة
حينهالدعوته الى ضرورة وجود دفعة جديدة موحدة لنشر السلام وإعادة اعمار
افغانستان.

ومن المتوقع أن تقوم تلك الدول التي
لن ترسل المزيد من القوات بسبب معارضة الشعب أو قيود الميزانية أو انتشار
الجيش بالمساهمة بشكلأكبر في تدريب القوات الافغانية أو المساعدة في جهود
التنمية وكلتا المهمتين تعتبر من العناصر المهمة لتحقيق الاستقرار في البلاد
في نهاية الأمر.

وقال جيتس امس (الجمعة) في
كراكوف "انني اتوقع وجود التزامات جديدة مؤثرة في الجانب المدني أو العسكري خلال
قمة الناتو".


وقال إن اوباما سيطلب على الارجح طلبات
معينة من الحلفاء لارسال قوات إضافية نظرا لأن الولايات المتحدة تقوم بمراجعة
استراتيجيتها فيافغانستان قبيل قمة ابريل.


وشدد مسئولون من الولايات المتحدة
والناتو مرارا على الحاجة لوجود منهج اقليمي للتعامل مع النزاع الافغاني يضم
باكستان والدول المجاورة الاخرى.

ولكن التعقيدات بالمنطقة ظهرت بوضوح
عندما وقع الرئيس القرغيزي كورمانبيك باكييف مشروع قرار امس (الجمعة) لاغلاق
قاعدة جوية كان الجيش الأمريكي يستخدمها لامداد القوات في افغانستان.

ويشك دبلوماسيون غربيون فى أن قرار
باكييف أتي تحت ضغط من موسكو التي دائما ما كانت تشعر بالاستياء تجاه وجود
واشنطن في الجمهورية التي تقع وسط آسيا.

الا أن جيتس قال انه سيظل يأمل في
التوصل لحل عن طريق التفاوض معالسلطات القرغيزية لابقاء قاعدة ماناس الجوية
مفتوحة.

وقال "ما زلت اعتقد أن الموضوع لم
يغلق بعد وما زال هناك احتمال على الأقل لإعادة فتح الموضوع مع قرغيزستان
وربما يمكن التوصل لاتفاقجديد".

وأكد جيتس انه في حالة الاخفاق فى
ذلك فان الولايات المتحدة ستبحث عن بدائل ولكنه رفض التعليق حول ما اذا كانت
تلك البدائل تشتملعلى الانتقال لقاعدة جوية في اوزبكستان.

ونظرا لان خطوط الامداد الغربية
توقفت نتيجة التوتر بين الولاياتالمتحدة وايران بالاضافة إلى تزايد استهداف
المرور عبر باكستان من جانب طالبان وحلفائها فان طرق الامداد عبر الجمهوريات
السوفيتية السابقة إلى شمال افغانستان حيوية لبعثة الناتو هناك.

وقد يجعل إغلاق القاعدة القرغيزية
حلف الناتو أكثر اعتمادا على روسيا التي وقعت في ابريل الماضي اتفاقية نقل
عبر اراضيها مما يسمح للحلف بنقل الامدادات غير القتالية من اوروبا إلى
افغانستان.

وما زال الناتو يسعى للتوقيع على
اتفاقيات مماثلة مع دول وسط آسيا.

وبعيدا عن افغانستان استخدم جيتس
اجتماع كراكوف لمناقشة الخطط الأمريكية لوضع منشآت دفاع صاروخي في بولندا
وجمهورية التشيك.

وعلى الرغم من أن إدارة بوش تابعت
تلك الخطط بحماس إلا أن اوباماتعامل معها بحرص في مواجهة مخاوف كفاءة تلك
التكنولوجيا والاثر السلبي لذلك على العلاقات مع روسيا وتكاليف الخطة التي
تبلغ عدة مليارات من الدولارات في ظل الأزمة الاقتصادية.

وطلب جيتس من بولندا والتشيك الحصول
على وقت لاستكمال إعادة النظر في خطة الدرع الصاروخي التي تشتمل على وضع
قاعدة ردار خارج براغ وبطارية صواريخ اعتراضية في بولندا لاسقاط
الصواريخ.

وتصر الولايات المتحدة دائما على أن
الدفاع الصاروخي موجه ضد التهديدات المحتملة لايران ولكن روسيا قالت أن
النظام يضعف ردعها النووي وعارضت بشدة نشره.

وبعد أن تحدت بولندا والتشيك غضب
روسيا بالموافقة على طلب بوش نشر تلك المنشآت لديهما تواجه بولندا والتشيك
الآن موقفا صعبا إذا ماتراجع اوباما عن تنفيذ تلك الخطة.

ومن بين القضايا الأخرى اتفق وزراء
الناتو على نشر المزيد من السفن الحربية قبالة السواحل الصومالية لدعم الجهود
الدولية لمكافحة القرصنة، كما التقوا أيضا مع نظرائهم من اوكرانيا وجورجيا
على الرغم من أن آمال الدولتين في الانضمام للحلف قريبا تبخرت منذ حرب روسيا
معجورجيا في اغسطس الماضي.

شهد اجتماع كراكوف أيضا تكهنات
واسعة حول من سيخلف دي هوب شيفر عند انتهاء فترة عمله كسكرتير عام لحلف
الناتو خلال العام الحالي.

وعلى الرغم من أن الوزراء راوغوا في
الرد على الأسئلة حول من سيشغل هذا المنصب فان الاسماء التي ترددت في الاروقة
اشتملت على رئيسوزراء الدنمارك اندرس فوغ راسموسن ووزير الخارجية البولندي
راديك سيكورسكي ووزير الخارجية البلغاري السابق سولومان باسي ووزير
الخارجية النرويجي يوناس جار ستورى ووزير الدفاع الكندي جوردون
ماكاي.

ليست هناك تعليقات: