بكين 21 فبراير 2009 (شينخوا) اتفقت
الصين والولايات المتحدة اليوم (السبت) على اجراء حوار حول القضايا
الاستراتيجية والاقتصادية،وتعهدتا بالعمل سويا من أجل معالجة الأزمة المالية
العالمية، وتغير المناخ.
جاءت الاتفاقية عقب مجموعة من
الاجتماعات بين الزعماء الصينيين ووزيرة الخارجية الأمريكية الزائرة هيلاري
كلينتون اليوم السبت.
وقال الرئيس الصيني هو جين تاو
لكلينتون " أن تعميق وتنمية العلاقات الصينية-الأمريكية وسط الأزمة المالية
المنتشرة وزيادة التحديات العالمية أصبح أمرا أكثر أهمية الآن عن أى وقت
مضى".
وفي إشارة إلى أن هذه العلاقات تعد
"من بين أهم العلاقات الثنائية في العالم، اقترح هو أن يعمل البلدان بشكل
وثيق لمعالجة الأزمة المالية العالمية، وتغير المناخ، والتحديات العالمية
الأخرى من أجل تحقيق نمو سليم وسلس للروابط الثنائية.
من جانبها قالت كلينتون لهو أنها
تشعر بأن العلاقات الثنائية تبدأ "عهدا جديدا" يتسم "بالتعاون
الايجابي".
تمثل زيارة كلينتون للصين، المحطة
الأخيرة في جولتها الأولى بالخارج، بدء دبلوماسية مباشرة بين البلدين منذ
تولي أوباما الرئاسة الشهر الماضي.
وقالت لهو " لقد اتفقت مبدئيا أنا
ووزير الخارجية يانغ جيه تشي صباح اليوم من حيث المبدأ على العمل من اجل
اجراء حوار استراتيجي واقتصادي بين بلدينا بأمل أن تعلنه رسميا أنت والرئيس
أوباما في لندن".
يقوم هذا الحوار بالبناء على الحوار
الإقتصادى الاستراتيجي السابق، والذي بدأ في عهد إدارة بوش.
وسوف يشمل الحوار الجديد حوارا آخر
عالي المستوى قائم بين نواب الوزراء.
وذكرت كلينتون أنها ووزير الخزانة
تيموثي جيتنر سيشتركان في الآلية الجديدة.
وقال تشو فنغ، الباحث بكلية
الدراسات الدولية بجامعة بكين، أن " دمج الحوارات السابقة في حوار واحد، يشير
الى نية إدارة أوباما فى دفع الروابط الاقتصادية، والاستراتيجية، والأمنية
قدما بالكامل، بدلامن التركيز الزائد على الاقتصاد".
وذكرت كلينتون للصحفيين عقب محادثات
استغرقت 100 دقيقة مع نظيرهاالصيني صباح اليوم " لقد أعطتنا الأحداث العالمية
أجندة كاملة وهائلة".
وقالت " لقد ناقشنا القضايا ذات
الاهتمام المشترك ، وأمضينا وقتاكثيرا فى بحث سلسلة من المشكلات العالمية
التي تواجه البلدين معا ، والتى نستطيع العمل معا على حلها".
تعد مكافحة الأزمة المالية العالمية
احد المجالات التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين.
وقال يانغ " اننا نقدر جهود حكومة الولايات
المتحدة لتحفيز الاقتصاد، ومعالجة الأزمة المالية".
وأضاف أن حزمة التحفيز الصينية
بقيمة اربعة تريليون يوان (حوالي 580 مليار دولار أمريكى) ستساعد في ضمان نمو
الاقتصاد الصيني، ما يعدأكبر اسهام للبلاد في معالجة الأزمة المالية
العالمية.
وقال " لقد أثبتت الحقائق أن
البلدين عملا بشكل جيد للغاية فى معالجة هذه الأزمة. ونود أن نعمل مع
الولايات المتحدة بشكل أكثر وثوقا ".
من جانبها، قالت كلينتون "إن لدينا
كافة الأسباب لكي نؤمن بأن الولايات المتحدة والصين سيتعافيان، ومعا سنساعد
فى قيادة الانتعاش العالمي".
وأكد المسؤولان أن الرئيسين
سيلتقيان على هامش قمة مجموعة ال20 في لندن في ابريل، وهي أول قمة منذ تولي
أوباما منصبه الشهر الماضي.
ووجهت كلينتون الشكر للصين " لثقتها
المستمرة في سندات الخزانة الامريكية ".
حلت الصين محل اليابان كأكبر دائنة
للخزانة الأمريكية في سبتمبر الماضي، حيث بلغ اجمالي قيمة ما لديها من سندات
الخزانة 585 مليار دولار، وفقا لبيات الخزانة الأمريكية.
وقال يانغ أن الصين لم تستخدم
احتياطي العملات الأجنبية فى شراء سندات الخزانة الأمريكية. وأضاف " سوف
نواصل ضمان سلامة الاحتياطي والسيولة عندما نقرر سبل ووسائل نشر احتياطي
العملة الأجنبية فى البلاد البالغ حوالي 2 تريليون دولار أمريكى في
المستقبل".
هذا وقد قبل يانغ دعوة كلينتون
لزيارة الولايات المتحدة في مارس.
وحول تغير المناخ، اتفق يانغ
وكلينتون على العمل من اجل نجاح مؤتمر كوبنهاجن المقرر عقده في ديسمبر
2009.
وقال يانغ أن "التعاون في موارد
الطاقة، وحماية البيئة يعد أمرا هاما للروابط الثنائية".
وقالت كلينتون أن الولايات المتحدة
والصين سوف يبنيان "شراكة هامة" لتطوير تكنولوجيات للطاقة النظيفة، وتسريع
التحول الى اقتصاد منخفض الكربون.
وفي وقت لاحق اليوم، زارت كلينتون
محطة للطاقة الحرارية النظيفة تعمل بتكنولوجيات شركة (جنرال اليكتريك)
والتكنولوجيا الصينية، والتيأشادت بهما كلينتون بوصفها "نموذجا للتعاون
الصيني والأمريكي لانتاج حرارة وطاقة بأسلوب جديد يقلل الانبعاثات الى حد
كبير".
وبالتزامن مع زيارة كلينتون، أعلنت
وزارة الدفاع الصينية اليوم أن البلدان سيعقدان اجتماعا عسكريا متوسط المستوى
في آواخر فبراير الجاري، وهو ما يدل على استئناف الروابط العسكرية
الثنائية.
كما تلتقي كلينتون بممثلي المنظمات
النسائية الصينية، وتذهب الى الكنيسة قبل اختتام رحلتها الآسيوية التي
استغرقت اسبوعا ظهر غد الأحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق