تشنغدو 10 نوفمبر 2008 (شينخوا)
اندفعت ون جيا من عنبر النوم مع حشود من زملائها فى المدرسة وهم يصرخون عندما
وقعت هزة تابعة للزلزالقوتها 4.0 درجات فى دوجيانغيان مساء يوم الخميس. فبعد
ستة اشهر فقط من زلزال سيتشوان المدمر، استرجعت هذه اللحظة المروعة فى 12
مايو عندما دفنت تحت مبنى المدرسة المنهار.
وقالت " اعتقدت اننى لن اشعر بالخوف
بعد ذلك، ولكنها المرة الاولىالتى اتعرض فيها لهزة تابعة فى نفس البيئة ( فى
المدرسة) مثل هذه المرة".
وكانت ون قد دفنت تحت الانقاض لمدة
ست ساعات تقريبا. ولحسن الحظ عانت من اصابات خفيفة فى الرأس والساق وتعافت
سريعا. غير انه منذ ذلكالحين ومشهد زميلتها التى سقط عليها سقف الفصل المنهار
مازال يحاصرها.وقالت انها تتذكر بشكل متكرر مشهد القتلى والاقدام الباردة
لاثنين منزملائها الذين حوصروا معها فى مساحة ضيقة تحت الانقاض.
وذكرت " كنا نشجع بعضنا بعضا بشكل
مستمر، ولكنهم فقدوا تدريجيا انفاسهم قبل وصول رجال الانقاذ".
قال فنغ كاى رئيس مدرسة دوجيانغيان
الثانوية حيث واصلت ون جيا تعليمها بعد المرحلة الاعدادية فى جويوان، ان
الطلبة الجدد من مدرسة جويوان الاعدادية اكثر حساسية من الزلزال من الطلبة
الذين لم يتعرضواحقيقة للزلزال.
وقد ارسلت الحكومة الصينية والعديد
من المنظمات غير الحكومية خبراء نفسيين الى منطقة الزلزال لاجراء استشارات
لبعض الناجين، وقد استفادت ون جيا من ذلك ايضا. غير ان اضطرابات ما بعد
الصدمة التى تأتى بعد التعرض لاحداث مروعة، قد تأتى على المدى الطويل بعد
الزلزال.وحذر الخبراء من ان الامر سيستغرق بعض الوقت لامثال ون وزملائها
ليتغلبوا على هذه المحنة.
قال فنغ " انهم ظلوا خارج المبنى
حتى وقت متأخر فى المساء. يمكن ان نقول انهم يفتقرون لمشاعر الامان". واضاف
انهم يحتاجون للمزيد من المساعدة للتغلب على هذه الازمة.
كبد الزلزال المواطنين الكثير فضلا
عن القتلى.
وقد انهار لو شى بين ، 45 عاما،
مسئول الحكومة المسئول عن اعادة تسكين الناجين من الزلزال فى محافظة بينغوو
فى مدينة ميانيانغ بعد انظل يعمل لمدة 12 ساعة فى 24 اكتوبر. وكان قاو شويه
يوان فى فريق لو المسئول عن اعادة تسكين اكثر من 1200 اسرة من ضحايا الزلزال،
وايضا تحسين البنية الاساسية المحلية ، يتناول لتوه العشاء مع لو.
وقال قاو انهم لم يحصلوا على اية
اجازات منذ 12 مايو وكانت اخر مرة يخرج فيها مع ابنه البالغ من العمر اربعة
اعوام ونصف للعب فى ابريل.
وذكر " كنا متعبين ولكن لم يكن
امامنا خيار اخر". وكان ما اعطاه بعض الراحة هو ان الحكومة المحلية اصدرت على
الفور امرا لجميع مسئوليها لاخذ اجازات اجبارية فى اخر شهرين من هذا العام
واخذ عطلات نهاية الاسبوع، بدلا من ان تجعل لو نموذجا يحتذى به وتطلب من
المسئولين الاخرين ان يتعلموا منه كما اعتادت ان تفعل.
وقال " اعتقد ان لو يريدنا ان نأخذ
راحة جيدة".
وقد اخذ قاو زوجته وابنه قاو ون تاو
للعب فى حديقة بالقرب من منزلهم يوم السبت. واثناء لعبه بطائرة ، طلب ون تاو
من والده ان يأخذه الى طائرة حقيقية.
واضاف قاو " بالفعل كنت اخطط منذ
فترة لاخذه الى بكين خلال عطلة العيد الوطنى فى اكتوبر". غير ان الزلزال الذى
اثر بشكل مباشر على حوالى 50 مليون شخص فى سيتشوان والمقاطعات المجاورة عطل
كل شئ.
وبالرغم من ان قاو لديه اسبوع اجازة
قبل نهاية هذا العام، الا انهمازال لا يستطيع ان يقوم بالرحلة حيث انه غير
مسموح له بمغادرة المحافظة، وفقا لاوامره.
واشار الى ان " الامر قد يستغرق
عاما ليحقق حلم ابنه".
اما تانغ تشنغ يى فلديه حلم يريد ان
يحققه فى الوقت الحالى.
يعيش تانغ فى منطقة جبلية فى
محافظة بينغوو، وينبغى عليه ان ينتهى من بناء منزل خشبى مؤقت لمقاومة الشتاء
القاسى حيث ان اقل درجةللحرارة قد تصل الى أقل من 15 درجة مئوية.
ضرب الزلزال منزل مالك المنجم الصغير ودمر شاحنة، كما
اصيب عموده الفقرى فى الزلزال، وبعد تلقى العلاج فى مقاطعة يوننان لمدة شهر،
عادتانغ وخطط لبناء منزل دائم لاسرته بمساعدة الحكومة. وقد قدمت
الحكومةتمويلا لبدء العمل يقدر بحوالى 20 الف يوان (2900 دولار امريكى)
وقرضا خاصا حيث يصل اعلى مبلغ الى 50 الف يوان لكل اسرة تريد بناء منزل
دائم.
غير ان منزله الجديد الذى كان قد
استكمل فيه الطابق الاول، انهار فى احدى الهزات التابعة فى اغسطس ويبدو ان
الموقع الاصلى غير مناسب للبناء بعد ذلك.
الان ، استكمل تقريبا بناء المنزل
المؤقت، بينما لايزال ينتظر الارض لبناء منزل دائم.
وقال ان المنزل المؤقت سيكون كافيا
للمساعدة على تحمل هذا الشتاء،الى جانب الالحفة والبطاطين الكهربائية التى
وزعتها الحكومة.
ذكر تانغ البالغ من العمر 45 عاما "
آمل ان نتمكن من الانتقال الى منزل دائم فى اقرب وقت ممكن" غير انه قال انه
لن ينتهى حتى نهايةالعام القادم، وان الامر سيستغرق من خمسة الى ثمانية اعوام
لتسديد القرض وعودة كل شئ لطبيعته.
واضاف " بالفعل مازلت لا اعرف من
اين ابدأ حياتى الجديدة".
تغيرت حياة تيان فو قانغ تماما بسبب
الزلزال. كان على الفنى السابق البالغ من العمر 22 عاما والذى يتلقى العلاج
فى مركز اعادة تأهيل للناجين من الزلزال فى مستشفى بغرب الصين ان يضع خطة
مختلفة تماما لمستقبله بعد ان اصابته الكارثة بالشلل.
بل اصبح عليه التعلم كيف يضع نفسه
فى السرير ويتعين عليه ان يعيد النظر فى علاقته مع صديقته.
وقال " لا اريد ان اكون عبئا عليها.
لذا، اذا كان ليس بامكانى الاعتماد على نفسى فى المستقبل، سوف انفصل
عنها".
وهو الان يمارس تدريبات شاقة لتحسين
قدرته البدنية ويأمل ان يتم اختياره كرياضى معاق محترف يوما ما.
والان، يسير تيان يوميا باجهزة خاصة
مساعدة لمدة ثلاث او اربع ساعات، يتدرب على المتوازيين لمدة نصف ساعة، ويركب
الدراجة لمدة نصف ساعة ويخضع لعلاج بالابر الصينية لمدة ساعة.
اصيب اكثر من 350 الف شخص فى
الزلزال ومن ضمنهم حوالى 100 الف فى المستشفى. والعديد منهم فى حاجة لاعادة
التأهيل مثل تيان بعد مغادرة المستشفى.
وقد تمكنت سيتشوان من اعادة تأهيل 6
الاف شخص فقط. وقد يزداد الوضع سوءا -- فمازال البحث عن المصابين الذين
يحتاجون علاجا مستمرا فى المناطق النائية، وفقا لسلطات الصحة المحلية، مما
يعنى ان اجمالى الذين يحتاجون العلاج قد يرتفع.
لقد بكى من الالم مرتين او ثلاث
مرات فقط، وذلك عندما اجرى عمليةالزائدة الدودية بعد اجراء عملية فى
ساقيه.
واضاف " كنت افكر لماذا تحدث هذه
الاشياء السيئة لى؟". ولكننى محظوظ بالفعل لاننى مازالت حيا".
وتقول ون جيا انها تعلمت طريقة
فعالة للتغلب على احزانها بعد تلقى الكثير من العلاج النفسى.
وقالت ان " الخبراء النفسيين قالوا
لى ان افكر بشكل اكبر فى الاوقات السعيدة التى قضيتها مع زملائى بدلا من
لحظات موتهم المروعة".
كما فعلت الكثير لمساعدة اباء
زملائها الذى فقدوا ابناءهم للابد فى الكارثة. وعندما علمت ان زوجين يريدان
الانفصال بسبب حزنهما غير المحتمل لفقد اولادهم مما جعلهم يتشاجرون كل يوم،
ذهبت ون لهم وتحدثتمعهم وطلبت منهم ان يواصلوا حياتهم ويحاولوا وضع الالم
وراءهم.
وعندما وقعت هزة تابعة يوم الخميس،
وبالرغم من انها كان خائفة جدا،نظمت ون زملاءها لنزول السلم وهم متشابكى
الايدى وعادت للبحث عن زملاء سابقين من مدرسة جويوان الاعدادية.
وقالت بابتسامة " لقد عشت لحظات
الزلزال ونجوت منه. يجب ان اكون قوية".
غير انها قالت انها لن تنسى ابدا
زملاءها فى الفصل.
واضافت " آمل فقط الا اشعر بالخوف
مرة اخرى عندما استرجع هذا المشهد المرة القادمة".