الاثنين، 10 نوفمبر 2008

النص الكامل لكلمة رئيس مجلس الدولة الصيني في منتدى دافوس الصيفي  2008 المنعقد في تيانجين



تيانجين 27 سبتمبر 2008 (شينخوا)

فيما يلي النسخة المترجمة للنص الكامل للكلمة التي القاها رئيس مجلس الدولة

الصيني ون جيا باو هنا اليوم (السبت) خلال مراسم افتتاح الاجتماع السنوي

للابطال الجدد 2008أو منتدى دافوس الصيفي الذي يستضيفه المنتدى الاقتصادي

العالمي :

الاصلاح والانفتاح -- القوة المحركة

الابدية للتنمية في الصين

ون جيا باو

رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين

الشعبية

المنتدى الاقتصادي العالمي - منتدى

دافوس الصيفي 2008

27 سبتمبر 2008







البروفيسور كلاوس شواب الرئيس

التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي

الضيوف المحترمين

السيدات والسادة

دعوني ابدأ بتقديم التهنئة الحارة

نيابة عن الحكومة الصينية بافتتاح منتدى دافوس الصيفي 2008 بالمنتدى

الاقتصادي العالمي في تيانجين والترحيب الحار بكم جميعا.

تحول المنتدى الاقتصادي العالمي

خلال 37 عاما منذ تأسيسه إلى منصةهامة للتبادلات الدولية والحوار ولعب دورا

فعالا في تعزيز التنمية والتقدم العالميين.

عقد منتدى دافوس الصيفي في العام

الماضي اجتماعه السنوي الاول بنجاح في داليان بالصين والآن يعقد الاجتماع

السنوي الثاني في تيانجين ونحن مسرورون للتقدم والانجازات التي حققها المنتدى

ومسرورونبالتعاون العميق بين الصين والمنتدى.

يصادف العام الحالي مرور ثلاثين

عاما على بدء الاصلاح والانفتاح في الصين ، كيف كانت الصين منذ 30 عاما؟ في

هذا الوقت كنا قد وضعنا للتو نهاية "الثورة الثقافية" وكانت البلاد تعاني من

التخلف والانغلاق وكان الاقتصاد على شفا الانهيار.

وكان السؤال الكبير الملح الذي

يواجه الشعب الصيني هو "اين ستذهب الصين"؟

وفي أعقاب مباديء تحرير العقول

والسعي للحصول على الحقيقة من الوقائع اخترنا مسار الاصلاح والانفتاح وهو

اختيار حاسم شكل منذ اتباعه مسار التنمية في الصين المعاصرة.

بدأ الاصلاح في الصين في المناطق

الريفية ثم انتشر من الريف إلى المدن ومن القطاع الاقتصادي للقطاعات السياسية

والثقافية والاجتماعيةوالمجالات الاخرى وما بدأنا به كجدول صغير تحول إلى

تيار قوي لا يمكنوقفه.

بدأت مبادرة الاصلاح بتأسيس منطقة

شنتشن الاقتصادية وثلاثة مناطق اقتصادية اخرى وامتدت للمدن على طول الساحل

والانهار والمناطق الحدودية وفي النهاية اصبح اتجاه الاصلاح شاملا ومتعدد

الجوانب.

لقد حققنا نقلة تاريخية من اقتصاد

التخطيط المركزى إلى اقتصاد سوقاشتراكي متحرك ومن مجتمع منغلق أو شبه منغلق

إلى مجتمع منفتح بالكاملعلى العالم الخارجي.

لقد انشأنا نظاما اقتصاديا أساسيا

للمرحلة الاولية من الاشتراكية ونظاما مؤسسيا حديثا يفي باحتياجات اقتصاد سوق

موحد ومنفتح وذى قدرة تنافسية وجيد التنظيم.

قمنا ببناء نظام اقتصاد كلي يعتمد

بشكل أساسي على الوسائل الاقتصادية والقانونية وقمنا تدريجيا بتحسين النظام

حيث يهيمن التوزيع وفقا للعمل وتتواجد أنظمة التوزيع جنبا إلى جنب.

تم تحسين شبكة التأمين

الاجتماعي بشكل اكبر من اجل تحقيق المزيد من المساواة والعدالة وفي الوقت نفسه

قمنا بادراج الاصلاح في التعليموالثقافة والعلوم والتكنولوجيا والصحة

والمجالات الاخرى وقمنا بتعزيزاعادة الهيكلة السياسية مع التركيز على توسيع

الديمقراطية الاشتراكيةوتبني استراتيجية بناء البلاد وفقا لحكم القانون.



جلب كل من الاصلاح والانفتاح تغيرا

جذريا للوضع المنغلق المتخلف والمتحجر الذي استمر في الصين لاعوام.

ونجحنا في تحرير عقول الشعب وكسر

الحواجز المؤسسية من اجل تطوير واطلاق الحماس الغامر والابداع لمئات الملايين

من أبناء الشعب الصينيوضخ حيوية وطاقة في الامة وحفز التنمية الاقتصادية

والاجتماعية بشكل كبير.

ونتيجة لذلك حققت الصين 30 عاما من

النمو الاقتصادي السريع والمتواصل وفي عام 1978 كان اجمالي الناتج المحلي

للصين 1% فقط من اجمالي الانتاج المحلي في العالم وبحلول عام 2007 تجاوز 5%

وقفزت مشاركة الصين في التجارة العالمية من أقل من 1% إلى 8% تقريبا خلال

هذه الفترة.

حقق الاصلاح والانفتاح فوائد حقيقية

للشعب، هؤلاء الذين أخذت مصادر رزقهم تشهد تغيرات كبيرة من نقص الغذاء

والكساء الملائمين الى درجة معتدلة من الرخاء.

والأهم من ذلك ان الاصلاح والانفتاح

بث الطاقة في المجتمع باسره وساعد الشعب على السعي وراء حياة سعيدة بشكل حر

عن طريق العمل الجاد والتوفير والحكمة.

السيدات والسادة

لم تكن التغيرات التي شهدتها الصين

خلال الثلاثة عقود الماضية ممكنة بدون الاصلاح والانفتاح.

ولتحقيق أهداف اتجاه التحديث وبناء

الصين كبلد يتميز بالرخاء والقوة والديمقراطية والتقدم الثقافي والتناغم

فلابد ان نظل ملتزمين بالاصلاح والانفتاح.

وما زالت الصين في المرحلة الاولية

من الاشتراكية وسنظل كذلك لفترة طويلة وهناك العديد من القضايا الاقتصادية

والاجتماعية تحتاج لاهتمامنا ، فعلى سبيل المثال هناك نقص في التوازن

والتنسيق في تنميةالمناطق الحضرية والريفية وبين المناطق المختلفة والقطاعات

الاقتصادية والاجتماعية.

و لا زال نمط النمو الاقتصادي

الانتشارى قائما وهناك عدد ضخم من السكان وضغوط من الموارد والبيئة بالاضافة

للعديد من التحديات في التوظيف والامن والدخل والتوزيع والتعليم والصحة كما

ان الفساد مشكلةخطيرة.

والحل الجذري لتلك المشكلات يكمن في

تعميق الاصلاح وعن طريق مواصلة الاصلاح والانفتاح واتباع مسار الاشتراكية ذات

الخصائص الصينية دون الحياد عنه يمكن للصين ان تتمتع بمستقبل مشرق.

ولا بد ان يتم تحقيق الاصلاح

والانفتاح عن طريق العملية الشاملة لاتجاه التحديث في الصين.

وسوف نواصل تعميق الاصلاح الاقتصادي

وسنعمل على تحسين النظام الاقتصادي الاساسي ونظام السوق وتعميق اصلاح النظم

المالية والمصرفيةوالضرائب وتحسين نظام الاقتصاد الكلي.

وفي المرحلة الراهنة سيكون من المهم

على وجه التحديد تحفيز اصلاح آلية تحديد سعر منتجات الموارد وتفعيل الدور

الرئيسي للسوق بشكل كاملفي توزيع الموارد وتعميق الاصلاح بشكل اكبر من اجل

تأسيس نظام المساهمة في الشركات المملوكة للدولة وتحسين نظام المؤسسة

الحديثة.

وسنقوم ببناء نظم أفضل للتمويل

العام ونقل المدفوعات ودفع اصلاح ضريبة القيمة المضافة وتأسيس وتحسين نظم

التعويض عن استخدام الموارد والضرر الواقع على النظام البيئي ودفع اصلاح نظام

الضرائب على الموارد قدما.

سنبذل أيضا جهودا من اجل تطوير

اسواق المال متعددة الانواع وتعزيزالتنمية الراسخة والقوية لسوق رأس المال

وتحسين نظام سعر صرف العملة الصينية وجعلها قابلة للتحويل تدريجيا فى حساب

رأس المال وعن طريق تعميق الاقتصاد نهدف لبناء مجموعة كاملة من الانظمة

يمكنها سد احتياجات التنمية الاقتصادية الحديثة بشكل أفضل.



سنواصل تعزيز اعادة الهيكلة

السياسية واصلاح العناصر الاخرى ، ان ديمقراطية الشعب هي قوام حياة

الاشتراكية وبدون ديمقراطية لا يمكن انتكون هناك اشتراكية.

لن نقوم بتحسين حياة الشعب فقط عن

طريق تطوير الاقتصاد ولكننا سنحمي أيضا حقوقهم الديمقراطية عن طريق تحسين

الديمقراطية والنظام القانوني وتحقيق المساواة الاجتماعية والعدالة.

وسنقوم بناء بلد اشتراكي تحت حكم

القانون وسندير الدولة والشئون الاجتماعية وفقا للقانون وسنخلق الظروف التي

تسمح للشعب بانتقاد ومراقبة عمل الحكومة بشكل اكثر فعالية وانشاء بيئة سياسية

حيوية يمكنلكل شخص ان يشعر فيها بالسعادة وان يصبح المجتمع متناغما.

ويجب ان نضمن تلبية نظامنا التعليمى

لاحتياجات الشعب وان كل طفل يمكنه الذهاب للمدرسة وتلقي تعليم جيد.

سنقوم بانشاء نظام رعاية صحية وطبية

اساسي للشعب بأكمله وسنقوم بتحسين نظام التأمين الاجتماعي بشكل اكبر لتغطية

المناطق الحضرية والريفية بوتيرة اسرع ومنح رعاية أفضل للفئات الاكثر ضعفا في

المجتمعوالسماح للجميع بالمشاركة في ثمار الاصلاح والتنمية.

سنقوم بتعميق وتوسيع الانفتاح بشكل

اكبر والانفتاح يعني ايضا الاصلاح لان البلد المنفتح فقط يمكنه ان يتمتع

بالرخاء.

ان الانفتاح في الصين طويل المدى

وشامل الاتجاهات ويفيد الجميع وسنلتزم بجميع السياسات التي تسهل الانفتاح

وسنواصل التعلم من كافة انجازات الحضارة الانسانية والاضافة لها وسنشارك بشكل

فعال في العولمة الاقتصادية وتعزيز اقامة نظام تجاري عالمي ونظام مالي

يتميزان بالمساواة.

وسنلتزم تماما بدعم جهود تحقيق

نتائج مبكرة ومتوازنة في مفاوضات جولة الدوحة وتحسين الانظمة التي تحكم

التجارة الدولية ودفع تحرير وتيسيرالاستثمار والتجارة ومواصلة لعب دور بناء

في النظام التجاري متعدد الجوانب.

وسنقوم بتعميق اصلاح النظام

الاقتصادي المتصل بالخارج وتحسين القوانين الاقتصادية المتصلة بالخارج وتوسيع

الاتصال بالسوق وتعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية وتوفير بيئة افضل

للمشروعات الاجنبية في الصين.

وفي ظل نظام أفضل ومجتمع متحرك

وتنمية مستدامة راسخة وانفتاح اكبرلن تجلب الصين فقط فوائد للشعب الصيني الذي

يبلغ تعداده 1.3 مليار نسمة وانما ايضا ستساهم بشكل اكبر في السلام والتنمية

العالميين.

السيدات والسادة

كما ذكرت في وقت سابق من عام 2008

فان هذا العام يمكن ان يصبح اصعب عام في الاقتصاد الصيني فقد شهدنا تساقطا

كثيفا للثلوج وعواصف عاتية وزلزالا مدمرا وواجهنا موقفا معقدا ومتغيرا في

الداخل والخارج ولكننا تخطينا الصعوبات الواحدة تلو الاخرى وحافظنا على معدل

النمو الاقتصادي الراسخ والسريع.

وخلال الستة شهور الاولى من العام

نما معدل الانتاج المحلي بنسبة 10.4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي

وشهدت الزراعة تنمية جيدة وسجل المحصول الصيفي زيادة للعام الخامس على

التوالي وزاد الطلب على الاستثمار والاستهلاك ونمت الصادرات بشكل أكثر توازنا

وهناك تنسيق افضل للتنمية الاقتصادية.

وعن طريق التعديلات السريعة في

النظام الصناعي تم تحقيق تقدم ملحوظ في مجال الحفاظ على الطاقة والحد من

الانبعاثات وزيادة سريعة نوعا ما في الارباح المالية وارباح الشركات وتحسنت

جودة وكفاءة التنمية بشكل اكبر.



وتم خلق وظائف افضل في المناطق

الحضرية واستمر معدل الدخل في الريف والحضر في النمو وانخفض مؤشر سعر

المستهلك خلال الاشهر الاخيرة.



باختصار ظلت الاساسيات الاقتصادية

في الصين دون تغير وتحركت البلاد في الاتجاه المحدد في سياسة الضبط الاقتصادى

الكلي.

انني اعلم انكم مهتمون بمعرفة ما

اذا كان الاقتصاد الصيني سيتمكن من الحفاظ على نمو سريع وراسخ ، دعوني اطلعكم

على ملاحظاتي.

نحن نواجه صعوبات جمة : اولا اصبحت

البيئة الاقتصادية العالمية أكثر قسوة وتعقيدا في ظل انتشار الاضطراب المالي

والتباطؤ الاقتصادي الواضح بشكل أكبر وثانيا تظل الضغوط قوية لرفع الاسعار

المحلية.

وما زال اساس الزراعة ضعيفا كما ان

قيود التنمية التي تفرضها الطاقة والموارد خطيرة.

وتواجه بعض الصناعات والمشروعات

صعوبات فيما يتعلق بالانتاج والادارة حيث توجد مشكلات خفية في القطاع المالي

ولكن جميعها صعوبات حدثت في مسار تنميتنا.

وهناك العديد من الظروف الملائمة

لكي تحافظ الصين على نمو سريع ومستدام وتمر الصين بمرحلة تصنيع وحضرنة سريعين

وتمتلك امكانيات هائلة للنمو الاقتصادي.

ان المرحلة الهامة للفرص

الاستراتيجية لتنمية الصين ستستمر لفترة طويلة.

وهناك امداد غني للعمالة ورأس المال

بالاضافة لامكانيات هائلة لزيادة مطالب الاستثمار والاستهلاك المحلي.

ان اقتصاد الصين واسع واصبحت

شركاتها ذات قدرة تنافسية اكبر واكثرحركة.

واستمرت قدرتنا ومستوى تحكمنا في

الاقتصاد الكلي في التحسن عن طريق التطبيق.

وتتمتع الصين باستقرار سياسي

واجتماعي وفي سياق الاصلاح والانفتاحتم صياغة ارشادات واستراتيجيات ومباديء

تلائم ظروفنا الوطنية وارادة شعبنا.

وسيكون لجميع تلك العوامل اثر طويل

الامد.

وبالاضافة إلى ذلك ما زال السلام

والتنمية الاتجاه الرئيسي في العالم الآن والبيئة الدولية ككل الآن تناسب

التنمية في الصين ولديناثقة كاملة وقدرة على مواجهة الصعوبات المختلفة لضمان

النمو السريع الراسخ للاقتصاد الوطني لفترة اطول من الزمن.

ان مدينة تيانجين التي تستضيف

المؤتمر هي مسقط رأس الصناعة الحديثة في الصين وواحدة من اولى المدن التي

انفتحت على العالم الخارجي.

وهي ايضا ميناء عالمي ويعد تطوير

وافتتاح منطقة بينهاي الجديدة فيتيانجين جزءا من استراتيجية التنمية الوطنية

الكلية للصين وستصبح نقطة نمو جديدة في الصين.

ويعمل العديد منكم في شركات نامية

تتمتع بالحركة والقدرة التنافسية وتمتلك قدرة كبيرة على التنمية.

ونحن نرحب بكم للاستثمار في الصين

وبدء مشروعات في تيانجين واستغلال الفرصة وتحقيق تنمية أكبر.

وفي الختام اتمنى النجاح

للمنتدى.

شكرا لكم.

ليست هناك تعليقات: