بكين 29 يناير 2009 (شينخوا) تعتزم
الصين وضع اطار متقشف للعرض العسكري الخاص الذي يقام مرة فى كل عقد، في الأول
من أكتوبر وسط تراجع اقتصادي، ووعدت بأن الجيش يمكنه القيام بتوازن بين مشهد
يرفع الروح المعنوية، والحكمة المالية.
وأكد الكولونيل تساي هواي ليه من
قيادة الاركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصينى أنباء ان العرض الذى سيشمل
أحدث الإنجازات العسكرية للصين سيقام بطريقة اقتصادية.
وقال الكولونيل تشن تشو، الخبير
باكاديمية العلوم العسكرية بجيش التحرير الشعبي الصينى، في اتصال عبر
الانترنت مع رواد الشبكة عشية عيد الربيع الصيني "ان القوات المسلحة الصينية
لديها تقليد انجاز قضايا كبرى بأموال اقل."
وقال تشن الذي شارك في صياغة الكتاب
الابيض الخاص بالدفاع الوطنيفي الصين ست مرات "يمكننا رؤية ان عرض العيد
الوطني سيكون مهيبا ، ومنخفض التكاليف."
كما تساءل بعض رواد الانترنت عما
إذا كانت الصين ستخفض انفاقها الدفاعى نظرا لان الأزمة المالية خفضت بالفعل
ميزانيات العديد من الشركات وأثرت بشكل مباشر على الشركات الموجهة للتصدير فى
البلاد.
وقال الكولونيل ون بينغ، الباحث
بالاكاديمية، انه برغم ان الصين رفعت انفاقها العسكري بفضل عائدات النمو
السنوية المتزايدة ، فإنها لم تتجاوز ابدا الاقتصاد المتاح.
كما كشف ون عن ان ميزانية الدفاع
تحدد وفقا لقوانين الصين، ويتم رفعها للموافقة عليها للدورة السنوية للمجلس
الوطني لنواب الشعب الصينى ، أعلى هيئة تشريعية في البلاد، في مارس.
وسيظهر العرض الخاص للقوات المسلحة
الصينية تحت قيادة رئيس الدولة ورئيس اللجنة العسكرية المركزية هو جين تاو،
وهو الثالث من نوعه منذ تبني الصين سياسة الاصلاح والانفتاح قبل ثلاثة عقود،
أنظمة الاسلحة التى طورتها البلاد للجيش العامل بكافة الأفرع.
وفي العرضين
الاخيرين، عامى 1984 و 1999، استعرض الزعيم الراحل دنغ شياو بينغ، والرئيس
السابق جيانغ تسه مين القوات التي مثلت ملايين الجنود العاملين.
كانت مثل هذه العروض تتكرر قبل عام
1984، حيث اقيم 11 عرضا في 11عاما بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في الأول
من أكتوبر عام 1949. واستمرت معلقة بعد 1959 حتى عام 1984 عندما قرر دنغ
استئناف هذه العروض الرائعة لحفز الأمة على اتخاذ مسار التحرير
الاقتصادى.
وفي العرض الاخير في أول أكتوبر
1999، شارك أكثر من 11 ألفا من قوات الجيش و400 عربة قتالية و 132 طائرة. وتم
تدريب الجنود على المسيرات المتوافقة وترديد الهتافات حوالي عشرة اشهر.
وذكرت الأنباء ان التكلفة الاجمالية
للعرض ستكون اقل من 300 مليون يوان (44.1 مليون دولار أمريكي) وذكرت اشاعات
اجنبية انها قد تصل إلى 16 مليار يوان.
وقد حققت بحرية جيش التحرير الشعبي
تقدما مذهلا منذ تأسيسها عام 1949. وقد ارسلت لتوها ثلاث سفن حربية إلى خليج
عدن في مهمة حراسة السفن ضد القرصنة.
ورغم ان وزارة الدفاع لم تؤكد ما
إذا كان العرض العسكري سيشمل عرضا بحريا في المياه الصينية، فإن الكولونيل
تساي قال انه ستكون هناك اسلحة ومعدات جديدة لم يكشف عنها للجماهير منذ عام
1999.
وقبل الاعلان الرسمي عن العرض،
أظهرت مناقشات على الموقع الكتروني www.huanqiu.com بشأن ما اذا كانت الحكومة
يجب ان تقوم بعرضرائع للاحتفال بالذكرى الستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية،
ان اكثرمن 85 بالمائة من رواد الانترنت قالوا نعم. ولكن هذا لم يسكت
الاصواتالتي تقترح ان تعيد السلطات النظر في العرض.
وذكر مستخدم للانترنت لقب نفسه ( بفتى الطماطم)
" أن لدى الصين العديد من المجالات التي تحتاج إلى استثمار رؤوس أموال بعد
الزلزال الهائل الذى ضرب ونتشيوان. وينبغي على الحكومة استخدم اموال دافعي
الضرائب في مشروعات اكثر اهمية، وأكثر عملية بدلا من العرض."
وقال آخر لقب نفسه ( بمواطن عادي)
"ان العروض العسكرية تعد نتيجةللحرب الباردة. اسلحتنا حديثة وقوية ، ولكننا
لسنا في اية حرب باردة."
ولكن الذين يتحمسون للعرض بشكل هائل
يتفقون على ان العرض سيشجع على التغلب على الصعوبات وسط التراجع
الاقتصادي.
وقدم دونغ هونغ دا، أحد المعلقين
البارزين على موقع www.Chinese media.org، اقتراحات حول جعل العرض مقتصد النفقات،
وهى كالآتى :
أولا، ينبغي على الحكومة حصر العرض
فى حجم ملائم بتخفيض عدد الجنود إلى رقم يمكن ان يمثل مستوى النخبة فى جيش
التحرير الشعبي الصينى.
ثانيا، الغاء الموكب الميليشيا
النسائي، نظرا لانه كثير البهرجة ،ويمكن الإستغناء عنه في العرض.
ثالثا، تخفيض مدة التدريب على
العرض، نظرا لان نسبة كبيرة من نفقات العرض ستنفق على اختيار الجنود
وتدريبهم، حسبما ذكر دونغ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق